رصد خانه بررسی و تحلیل انقلاب اسلامی

در این وبلاگ به رصد خط مقاومت اسلامی پرداخته خواهد شد.

رصد خانه بررسی و تحلیل انقلاب اسلامی

در این وبلاگ به رصد خط مقاومت اسلامی پرداخته خواهد شد.

رصد خانه بررسی و تحلیل انقلاب اسلامی

ما را از نظرات خود بهرمند سازید.مطالب خود را برای درج در بلاگ به رایانامه mogavemat@chmail.ir ارسال نمایید.
اللهم عجل لولیک الفرج
پیوندهای روزانه

حَول الحکومَة الإسلامیّة

إن "الحکومة الإسلامیة" تعتبر من أهم القضایا الراهنة للعالم الإسلامی، بل وحتى للعالم غیر الإسلامی، فهی أدق المسائل وأکثرها إثارة.

وعندما یکون اسم الإسلام مقروناً بالحکومة والنظام السیاسی وتشکیل مجتمع ما، فإنه یکون مثیراً بالنسبة للمسلمین، وفی نفس الوقت مرعباً ومخیفاً لأعداء الإسلام.

ومنذ أن بدأت النهضة الإسلامیة (أی منذ بدایة القرن التاسع عشر المیلادی)، فإن العالم غیر الإسلامی والقوى السیاسیة العظمى فی العالم، التی کانت - آنئذ - فی بدایة تکوینها، أحسّت جمیعها بالخطر، خاصة وأن استعادة الإسلام لحیاته؛ أو بتعبیر أدق الإسلام الذی یدّعی الحکومة والنظامالإجتماعی، ظهر أول ما ظهر فی المناطق التی کان الإستعمار باسطاً سلطته علیها، والتی کانت تواجه مطامع السیاسات السلطویة العالمیة.

إن الفکر الإسلامی الثوری الذی یدعو الىالإستقلالوحاکمیة الإسلام ظهر خلال القرن الأخیر فی الهند، ثم فی بعض دول شمال أفریقیا والشرق الأوسط التی کانت تعانی من الظلموالإضطهاد، ومن هنا بدأ الإستعمار یحسب حساباً لتلک المناطق.

إن الإستعمار البریطانی العجوز - وللمحافظة على شبه القارة الهندیة - إرتکب فی تلک المنطقة جرائم لم یکن لها مثیلوقد لا نبالغ إذا قلنا إن مبادرة بریطانیا لإقامة سلطة لها فی بعض مناطق أفریقیا والشرق الأوسط، جاءت لحفظ سلطتها على الهند.

وتزامناً مع الإهتمام الذی کان یولیهالإستعمار البریطانی للهند، سُمِعَت فی أوائل القرن التاسع عشر المیلادی صیحات بعض القادة الدینیین لتلک المنطقة الذین کانوا یدعون الى الجهاد والشهادة، فأدخلت الرعب فی نفوس الإنجلیز. ولذلک وحتى بعد مرور 50 عاماً على الإنطفاء المؤقت للشعلة التی أوقدها کبار علماء الهند فی أوائل القرن التاسع عشر المیلادی، مثل السید أحمد عرفان والشاه عبد العزیز دهلوی، کان عملاء الإنجلیز یحاولون تشویه صورة تلک الشخصیات أمام الشعب الهندی وإثارة الناس ضدهم، کما أوجدوا دیناً مأجوراً لیتحدى الدین الإسلامی. لذلک لیس من العجب أن نرى أنه عندما یحمل السید جمال الدین رایة الإسلام فی إیران والهند ومصر وأوروبا وترکیا، ویدعو الناس الى الإسلام، فإن ردود فعل المستعمرین فی ذلک الوقت، تشکل فی الحقیقة جزءاً من أکبر ردود الفعل التی تواجه أی حرکة ثوریة. وإلا فهل کان السید جمال یعمل شیئاً آخر فی مصر وبقیة الدول الأخرى عدا دعوته الناس الى الإسلام؟!

 

سحق الإنتفاضات الإسلامیة

وخلالمئة عام، أی منذ بدء النهضة الإسلامیة الحدیثة، کان الإستکبار العالمی والذی کان - آنئذ - متمثلاًبالإستعمار الإنجلیزی یقضی على کل حرکة من جانب العلماء المسلمین، تحمل اسم الإسلام ولها دوافع إسلامیة، وکمثال على ذلک سحق الحرکات الإسلامیة فی الهند ومصر وبقیة الدول الإسلامیة.

هذه المسائل إنما تبین مدى تخوّف العالم الإستکباری والسلطات العالمیة من اسم الإسلام الذی یدعو الىالحاکمیة وإدارة حیاة أتباعه.

وبدیهی أن هناک قانوناً عاماً، وهو أن أهل الحق لو صمدوا فی دعوتهم لانتظروا وانسحب العدو، وهذا ما حصل بالفعل. لذا فإن أول نموذج لمثل هذا التراجع نراه فی مقابل "نهضة التنباک" فی إیران التی قادها المیرزا الشیرازی والذی کان یناضل ضد السلطةالإقتصادیة لبریطانیا.

فالمرحوم الشیرازی حرک بخطوته تلک الشعب الإیرانی، معتمداً على الإیمان الدینی لأفراد الشعب، بحیث استطاع فی نهایة الأمر أن یهزم العدو.

وبعد أعوام على تلک النهضة، إنطلقت "الثورة الدستوریة"، حیث تحرک الناس فی ذلک الوقت بفتوى وقیادة المراجع الدینیین وعلماء الإسلام، وأجبروا السلطة الإستبدادیة على التراجع، کما أفشلوا السیاسات العالمیة التی کانت تدعم الإستبداد، واستطاعوا أن یشکلوا حکومة تستند الى أحکام الإسلام؛ لکن تلک الثورة فشلت بعد انتصارها، وذلک بسبب أحابیلالإستعمار.

 

وبعد عدة سنین حدثت فی إیران مجدداً انتفاضة مسلحة باسم "إنتفاضة الغابة" یقودها أحد علماء الدین المسلمین وبعض المسلمین المجاهدین، یدعمها أکثر علماء الدین.

وفی نفس الوقت، أی بعد انتهاء الحرب العالمیة الأولى بدأت فی العراق أکبر ثورة لعلماء الدین ضدالإستعمار البریطانی.

وکانت تلک الثورة تعکس - فی الحقیقة - المقاومة العظیمة للحوزة العلمیة فی النجفالأشرف أمام سلطة بریطانیا على العراق.

وخلال تلک الإنتفاضات، حقق المسلمون بعضالإنتصارات، وتلقَّوا فی نفس الوقت بعض الضربات.

والتجربة التی مر بها المسلمون وغیر المسلمین طوال هذه المدة، أثبتت الحقیقة التالیة وهی أن الإسلام إذا ما تحرک فی نقطة من العالم بهدف إقامة نظام إسلامی، فستکون له القدرة على تعبئة وتشکیل القوى وتحدی القوى الإستعماریة. وقد مررنا نحن بهذه التجربة وخرجنا بهذه النتیجة وهی أنه أینما ظهرت حرکة إسلامیة شعرالإستکبار العالمی بالرعب منها وحاول التصدی لها.

بدیهی أننا نعتقد أن الحق یخرج نتصراً فی کل صراع یخوضه ضد الباطل، بالضبط کما یعد القرآن الکریم بذلک «أم یقولون نحن جمیعٌ منتصرٌ. سیهزم الجمع ویولون الدبر» (القمر، 44 - 45).

وعلى أی حال فإن البحث حول "الحکومة الإسلامیة" بحث مهم للغایة بنظر المسلمین، کما هو باعتقادنا أهم بحث یلزم - الیوم - طرحه فی العالم الإسلامی.

وهنا أرید أن أُلفت انتباه الإخوة الأعزة المشارکین فی هذا المؤتمر (مؤتمر الفکر الإسلامی) والذین یتدارسون المسائل المتعلقة بالحکومة الإسلامیة،الى بعض الأمور

 

مسؤولیة المفکرین الإسلامیین

 

منها أن بعض الأشخاص من بین المجتمعات الإسلامیة، ومن بین المؤمنین بالإسلام - وبتأثیر من الدعایات الثقافیة المغرضة للأعداء - حصلت لهم هذه القناعة وهی أن الإسلام یفتقر الى نظام سیاسی وحکومی، وفی نفس الوقت ساق هؤلاء الجماهیر المسلمة نحو مثل هذا الإعتقاد.

وإن أهم وظیفة ملقاة على عاتق المفکرین الإسلامیین هی إزالة هذه التصورات الباطلة من الأذهان.

إن الإعتقاد بالتوحید ووجود الله یعنیالإعتقاد بالحیاة النوعیةالإجتماعیة للإنسان، فأصلالإعتقاد بالله وبالأنبیاء یقتضی أن ینتخب الإنسان شکل حیاته الخاصة بإرشاد من الأنبیاء.

والقرآن الکریم یشیر الى هذه المسألة فی عدة آیات منها «لقد أرسلنا رسلنا بالبیّنات وأنزلنا معهم الکتاب والمیزان لیقوم الناس بالقسط...» (الحدید، 25).

ونفهم من هذه الآیة أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل وأنزل معهم الکتاب لیقیموا القسط، ولیقیم الناس بدورهم القسط فی المجتمع.

إذاً، فالسؤال هو ما هی القواعد التی یجب أن تقام الحکومة على أساس منها؟ هذا سؤال مهم.

إن الحکومة تشکل العمود الفقری لحیاة المجتمع. إذاً فبواسطة أی شخص، وعلى أساس أی قاعدة مبادئ، وبأی صورة یجب أن تشکّل؟ وهذا سؤال أساسی آخر.

إن جمیع المذاهب تجیب عن هذا السؤال، فهل یمکن أن نتصور الأنبیاء یترکونه بلا جواب؟

«وأن احکم بینهم بما أنزل الله ولا تتّبع أهواءهم واحذرهم أن یفتنوک عن بعض ما أنزل الله إلیک فإن تولَّوا فاعلمأنما یرید الله أن یصیبهم ببعض ذنوبهم وإن کثیراً من الناسلفاسقون. أفحکم الجاهلیة یبغون ومَن أحسن من الله حکماً لقوم یوقنون» (المائدة، 49 - 50).

هذا هو جواب الأنبیاء، وهذه الإجابة لا تقتصر على الإسلام فقط، إذ أن جمیع الأنبیاء جاؤوا لیجیبوا عن السؤال المذکور.

والنظام الذی یظهر على أساس من الإعتقاد الإلهی، له بُعد سیاسی یتمثل بالحکومة، کما أن بُعده الإقتصادی قائم على إقامة القسط فی المجتمع، کما وله أیضاً بُعد أخلاقی، ونظام سیاسی ألا وهو نظام الحاکمیة والتشریع وإدارة البلاد، والذی یسمى بـ "الحکومة الإسلامیة".

إذاً علینا أن نعمل للقضاء على الأفکار التی تقول إن الإسلام لا یدعو المسلمین لإقامة حکومة إسلامیة، لأن کل شعب یؤمن بالإسلام علیه أن یطالب بحکومة إسلامیة؛ ولا یمکننا أن نتصور أناساً یؤمنون بالإسلام دون أن یؤمنوا بالحکومة الإسلامیة.

إن عدمالإعتقاد بالحکومة الإسلامیة، مصیبة کبرى قائمة فی العالم الإسلامی.

والمسألة الأخرى هی أن العادة قد جرت بتشکیل حکومات مزیفة بدلاً من الحکومة الإسلامیة الحقیقیة. فکثیر من الذین حکموا باسم الإسلام لحد الیوم، إنما کان وجودهم بمثابة تهمة موجهة الى الإسلام.

فعلى العالم الإسلامی - الیوم - أن یعرف ما هی الحکومة الإسلامیة؟ وما لم یعرف ذلک، فمن المحتمل أن تترکالإدعاءات الباطلة لأعداء الإسلام تأثیرها فی هذا المجال.

عندما تکون هناک فی زاویة من العالم دولة غنیة مثل إیران، تسلَّط علیها الإستکبار العالمی وخاصة أمیرکا لفترة طویلة، وکان یعتبرها معقلاً قویاً لحفظ مصالحه، وتحدث فیها ثورة على أساس الإسلام، وترحب الجماهیر بالحکومة الإسلامیة، وتحکّم القرآن فی جمیع أمورها، فإن هذا الأمر یشکل خطراً علىالإستکبار العالمی. ثم إنالإستکبار العالمی لن یتمکن - والحال هذه - من أن یدّعی بأن الدین هو أفیون الشعوب.

لقد کان هذا الإدعاء قائماً لعشرات السنین، حتى أن البعض قد آمن به. ولکن أی شخص یستطیع - الیوم - أن یعتقد بأن الدین هو أفیون الشعوب؟ وعندما تقوم أکثر الأفکار الإستکباریة والرأسمالیة رجعیة بمهاجمة الجمهوریة الإسلامیة بأحدث الأسلحة، فکیف یمکن اتهام نظامنا بالرجعیة؟ وهل یمکن للنظام الذی یدعو الناس الى الإستقلال والحریة، أن یکون رجعیاً؟ وهل یمکن للنظام الذی یدعو الناس الىالإستقلال والحریة أن یکون رجعیاً؟ وهل یمکن لأعدائنا أن یدّعوا بأن نظام الجمهوریة الإسلامیة الذی یقف على رأسه إنسان زاهد، إنسان متّقٍ، یجسد حیاة الأنبیاء، نظام طاغوتی وملکی؟ وهل یمکن لمثل هذا النظام أن یتبع الأهواء والشهوات الدنیویة؟

کیف یرید أعداء الإسلام أن یتحدَّوا نظاماً یدعمه الشعب بکل ما یملکه من طاقات؟

قد یستطیع هؤلاء - عبر أحابیلهم - أن یوجدوا أنظمة مشابهة، ولکنها تظل مزیفة.

إن خطر تشکیل أنظمة إسلامیة مزیفة فی العالم الإسلامی الیوم بات کبیراً، وعلى المسلمین أن یأخذوا هذا الأمر بنظرالإعتبار. ومن هنا فإننا نعتقد بوجوب تحدید مفهوم الحاکمیة فی الدین.

 

حاکمیــة الدیــن

 

ترى ما معنى حاکمیة الدین؟ هل أن الحاکمیة تعنی السلطة المطلقة لشخص أو فئة معینة على الناس، أم تعنی تحمل مسؤولیات کبیرة من قبل بعض الأشخاص الذین یتساوَون مع الآخرین من حیث الحقوق؟ ما هو منشأ هذهالحاکمیة؟ وإذا ما تقرر أن یکون هناک شخص أو عدة أشخاص على رأس الحکومة الإسلامیة، فبأی المقاییس یمکن لهؤلاء أن یحددوا المسؤولیات لأنفسهم؟

إن الإسلام قد أعطى أجوبة لمثل هذه الأسئلة، فهناک مقاییس فیما یتعلق بمسؤولی الحکومة الإسلامیة کی لا یتمکن الأشخاص الذین یفتقرونالى تلک الخصائص من ترشیح أنفسهم للمناصب. فالإسلام لا یسمح بأن یشغل الفاسدون والمستبدون والأوغاد مناصب لهم عبر الحصول على آراء الناس.

إن رأی الناس أمر لا بد منه، إلا أن الشخص الذی له المؤهلات المطلوبة، علیه فی نفس الوقت أن یکون تقیاً عادلاً وعارفاً بالإسلام. فالشخص الذی یرید إدارة المجتمع، یجب أن یعرف الإسلام معرفة کاملة «أفمَن یهدیالى الحق أحق أن یُتّبع أمّن لا یهدِّی إلا أن یُهدى فما لکم کیف تحکمون» (یونس، 35).

نعم، من الضروری أن یکون الحاکم الإسلامی عارفاً بالدین وواعیاً، ومَن یملک هذه الشروط ویتمیز بالتقوى وضبط النفس یستطیع أن یرشح نفسه. ثم یصل الدور الى الناس لیبدوا رأیهم فیه، فإذا لم یوافقوا علیه، فلن یکون حکمه شرعیاً، إذ أن الإسلام لا یقبل بفرض أیة حکومة على الناس.

إن حکومة الله فی النظام الإسلامی ممزوجة بحکومة الناس، ولذلک فعندما نقول "جمهوریة إسلامیة" فهذا یعنی أن حفظ القوانین والأحکام الإسلامیة لا یتناقض ونظام الجمهوریة وانتخاب الناس.

والسؤال المطروح هو کیف یجب أن تکون أخلاق الحاکم، ونوع الحکومة؟

إن التقربالى الناس والتحدث معهم والعیش مثلهم، هی من المقاییس الأخرى لمسؤولی الحکومة الإسلامیة. وأینما سُمِع اسم للحکومة الإسلامیة فیجب البحث عن هذه المقاییس، وکلما روعیت هذه المقاییس اقتربت تلک الحکومة من الإسلام.

ومتى ما اقترنت حاکمیة الکفر والفسق وسلطة المستکبرین العالمیین وحفظ المصالح النفطیة وغیر النفطیة لناهبی الشعوب، باسم الإسلام، فإن اسم الإسلام - آنئذ - لن یتعدى التزویر.

نحن لا نقبل بأی شکل من الأشکال أن تکون هناک حکومة إسلامیة فی ظل حاکمیة أمیرکا والإتحادالسوفیاتی وبقیة القوى العظمى. لذلک فإن الحکومة الإسلامیة (أی القسم الأساسی من الکیان السیاسی للعالم السیاسی) والتی تراعى فیها کافة السیاسات الإسلامیة الأخرى ومن بینها «ولن یجعل الله للکافرین على المؤمنین سبیلاً» (النساء، 141).

ومن جملة السیاسات الأخرى «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخیل ترهبون به عدو الله وعدوکم...» فهذه السیاسات یجب أن تکون قائمة، لنتأکد من أن الحاکمیة هی حاکمیة إسلامیة.

ومن الأسالیب الأخرى، التی یلجأ إلیها أعداء الإسلام والمتسلطون على العالم کسلاح ضدحاکمیة الإسلام، هو تجرید الإسلام والفکر الإسلامی من الإخلاص والنزاهة والأصالة الإسلامیة، فمتى ما ظهرت حرکة إسلامیة حقیقیة قائمة على الإیمان والفکر الإسلامی، وضع الى جانبها تیار إسلامی آخر، ولکن بأفکار إلتقاطیة؛ ومن هنا کان على المسلمین أن یأخذوا هذه المسألة بنظرالإعتبار.

ولو راجعنا تاریخ الحرکات الإسلامیة منذ القرن التاسع عشر والى الیوم، لرأینا أن مثل هذه التیارات کانت موجودة. على سبیل المثال إن الإنجلیز أسسوا مدرسة إسلامیة ذات اتجاهات غربیة، مقابل مدرسة دار العلوم فی الهند التی کانت مبلِّغة حقیقیة للإسلام. ومثل هذه الأمور حدثت فی بلادنا أیضاً، فمثلاً نجد الذین أنهَوا دراساتهم فی الغرب، مزجوا الإیمان الإسلامی بالثقافة والإیدیولوجیة الغربیة، وهذا ما خدم النظام الحاکم آنذاک والذی کان یخاف الإسلام الأصیل.

 

إن التیار الإسلامی فی بلادنا والذی یستند الى الکتاب والسنّة، یتعرض الیوم لهجوم القوى العالمیة. ولو لم یکن ملتزماً بالکتاب والسنّة لما کان یواجه مثل هذا الهجوم من قبل الأعداء.

لقد بذلنا منذ انتصار الثورة الإسلامیة، جهوداً کثیراً لحفظ الإسلام المستنبط من الکتاب والسنّة، وصونه من التیارات الإلتقاطیة (الشرقیة منها والغربیة). فلن نقبل الإسلام الممزوج بثقافة الأجانب، ونعتقد أن مثل هذه الأفکار لن تشکل خطراً علىالإستکبار.

وعلى أی حال، فمن الأجدر بالعالم الإسلامی - الیوم - بنفوسه البالغة ما یقارب ملیار شخص، أن یفکر بالحکومة الإسلامیة على أنها فکر عملی وجدی.

 

الجمهوریة الإسلامیة تحقیق عملی للإسلام

 

أیهاالإخوة الأعزاء، إذا کان الأمل للمفکرین الإسلامیین قبل 50 عاماً متمثلاً بتأسیس عدد من الجامعات الإسلامیة، وإذا کان هدف المفکرین الإسلامیین فی یوم ما المشارکة فی المؤتمرات العالمیة بغیة طرح الأفکار الإسلامیة، فإن الوضع یتباین الیوم بدرجة کبیرة.

فالیوم تقوم فی نقطة حساسة من العالم، حکومة على ضوء الکتاب والسنّة، وإن أمل تشکیل الحکومة الإسلامیة لم یعد أملاً بعیداً. لذا فإن الشعوب الإسلامیة لو دُعیت لتشکیل حکومة إسلامیة، لما کان لها الحق فی التزام السکوت وإظهار العجز.

إن الشعراء والخطباء والعلماء والکتّاب والفنانین الذین لهم دوافع إسلامیة فی قلوبهم، لا یحق لهم - الیوم - أن یلجأواالى مکان آخر غیر الإسلام، ویرووا عطشهم وعطش مخاطبیهم من ینبوع آخر غیر ینبوع الإسلام، ذلک أن تحقق الإسلام أمر عملی، وإن الجمهوریة الإسلامیة فی إیران هی نموذج لذلک.

نحن لا ندّعی تشکیلنا حکومة أشبه بحکومة الرسول الأکرم (ص)، ولکننا ندّعی بأننا نمضیالى الأمام نحو حکومة الرسول الأکرم (ص).

إن عالمنا الراهن هو عالمالمجامیع، حیث أن القوى العظمى والدول الصغیرة فی أجزاء متعددة من العالم تجتمع معاً لتحقیق أغراضها وأهدافها. وعلى هذا الأساس توجد فی العالم اتحادات ومجالس ومعاهدات وأحلاف کثیرة، وإن أکثر تلک المجامیع ضعفاً هی منظمة المؤتمر الإسلامی.

 

ماهیة منظمة المؤتمر الإسلامی

 

إننی وباعتباری رئیساً لدولة عضو فی منظمة المؤتمر الإسلامی أصرح من هنا بأن هذه المنظمة هی أکثر المنظمات العالمیة ضعفاً وهزالاً وأکثرها فقداناً للتأثیر الدولی، لها لا تدافع عن حق المسلمین، ولا تفکر فی إیجاد الحلول لمشاکل العالم الإسلامی، کما ولا تتخذ أی مواقف تجاه أعداء الإسلام، ولا تبلّغ للإسلام.

إن الدولة الوحیدة التی ترفض الدستور والموازین العرفیة فی حالة تناقضها مع الفقه الإسلامی، تتمثل الیوم بالجمهوریة الإسلامیة، وإن النظام الوحید الذی یستند فی أحکامه وقوانینهالى الکتاب والسنّة هو نظامنا.

إن مجلس الشورى الإسلامی لن یصادق على أی قانون لا یتفق والفقه الإسلامی، على أنه حتى لو تمت المصادقة علیه، فإن مجلس صیانة الدستور یرفضه.

 

ترى ما هو الدعم الذی قدّمته منظمة المؤتمر الإسلامی (التی تضم مجموعة من الدول الإسلامیة)الى الجمهوریة الإسلامیة التی تعمل لتطبیق الأحکام الإسلامیة؟! وإذا کانت هذه المنظمة تدافع عن الإسلام حقاً، ألیس من الأفضل لها أن تدافع عن بلاد یقوم نظامها على الأحکام الإسلامیة؟! ولماذا لا ترد هذه المنظمة على الأجهزة الإعلامیة العالمیة التابعة للصهاینة والتی تتآمر على الثورة الإسلامیة فی إیران؟!

إن ما یقارب الـ 90 % من مجموعة أجهزة الإعلام العالمیة المعروفة، هی - الیوم - فی قبضة الصهاینة، وتتآمر على الجمهوریة الإسلامیة، وتتمثل إحدى وظائفها الأساسیة مقابل المبالغ التی تتسلمها، بترویج الدعایات السیئة حول الثورة الإسلامیة.

إستمعوا الى إذاعات العالم لتعلموا کیف أنها تبث سمومها ضد الثورة الإسلامیة، وکیف أنها تشوه الحقائق.

وإذا کانت الدول الإسلامیة صادقة فی ادعائها بأن منظمة المؤتمر الإسلامی جاءت للدفاع عن الإسلام، فلمَ لا تتصدى هذه المنظمة للدعایات المغرضة التی تقوم بها الصهیونیة ضد الجمهوریة الإسلامیة؟

حسناً إننا لا نطلب من المنظمة أن ترد على هذه الدعایات، ولکن لماذا تحالفت وسائل إعلام أکثر الدول الإسلامیة مع أعداء الإسلام، وراحت تطلق الدعایات ضد الثورة الإسلامیة؟!

إن جمیع المسلمین الحریصین على الإسلام والمؤمنین بالجمهوریة الإسلامیة، ملزمون بالتصدی لمثل هذه المؤامرات التی تحاک فی العالم الإسلامی.

وأنتم أیها المفکرون والعلماء الإسلامیون، طالبوا بالتصدی لجمیع المؤامرات التی تحاک فی الدول الإسلامیة ضد الجمهوریة الإسلامیة فی إیران.

إننا على حق، وإذا کان من الممکن أن تقضی هذه المؤامرات على الجمهوریة الإسلامیة، لکننا قد متنا - الى الیوم - سبع مرات.

هذا ونحن فی کل یوم یمر على عمر هذا النظام نحقق مکسباً جدیداً، ونعلم بأن هذه المنجزات إنما تتحقق بفضل الله وعونه وتضحیات هذا الشعب الشجاع.

وعلى هذا الأساس فإنالإعتقادبحاکمیة الإسلام یجب أن یکون متزامناً مع الدفاع عن الجمهوریة الإسلامیة.

إننی آمل أن یتوصل الإخوة الأعزاء المشارکون فی هذا المؤتمر الى نتائج جیدة بعونه تعالى.

إن هذا المؤتمر لهو ساحة جیدة للتدارس حول الحکومة الإسلامیة. وإننا رغم تشکیلنا للحکومة الإسلامیة، ما زلنا بحاجة لمثل هذه البحوث.

نسأل الله أن تتحقق الحکومة الإسلامیة فی الدول الإسلامیة الأخرى. نحن أول تجربة فی هذا المجال، ونأمل أن تغنینا التجارب القادمة.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته..

نظرات  (۲)

سلام حمید جان
وبلاگ قوی و خوبی داری
ایشالا موفق بشی
۱۱ دی ۹۱ ، ۲۰:۰۷ رضا بنی‌اسد
سلام
موفق باشید
http://baniasad.ir/post/%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%88%D8%A7%D9%8A-%D9%88%D8%A8-%D9%84%D8%A7%DA%AF-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%8A-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D9%BE%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%85

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی